حالة ترقّب بالأسواق النفطية في ظل التوترات
ناقلتا نفط عملاقتان غيّرتا اتجاههما قبل الوصول إلى المضيق
واصلت أسعار النفط حالة عدم الاستقرار خلال تعاملات أمس، بالتزامن مع متابعة الأسواق تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بعد شنّ إيران هجوما على قاعدة عسكرية أميركية في قطر.وخلال تعاملات أمس المسائية، هبطت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس بنسبة 5.18% أو ما يعادل 3.99 دولارات إلى 73.02 دولارا للبرميل.
ويتابع المراقبون بقلق تهديد ايران بإغلاق مضيق «هرمز» المسؤول عن عبور 20% من إمدادات النفط العالمية.
وأظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل غيرتا اتجاههما قبل الوصول إلى مضيق هرمز بعد الضربات الأميركية، إذ دفعت أعمال العنف التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من أسبوع السفن إلى تسريع أو إيقاف أو تغيير مساراتها.
ويتدفق نحو خمس إمدادات النفط العالمية عبر المضيق. ومع ذلك، يقول محللون إن خطر الإغلاق الكامل ضئيل.
وقال محلل السوق في «سيتي إندكس» فؤاد رزاق زادة «سيؤثر الحصار الكامل على إيران أيضا، نظرا لاعتمادها على صادرات النفط الخام إلى آسيا، لكن الهجمات على السفن لاتزال احتمالا واردا للغاية»
وأضاف «لم يحدث أي انقطاع في الإمدادات حتى الآن. لكن السوق تدرك جيدا مدى سرعة تغير ذلك»
وقالت إيران إن الهجوم الأميركي على مواقعها النووية وسع نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «مقامر» لانضمامه إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية.
وتوقع بنك «إتش.إس.بي.سي» أن ترتفع أسعار خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل، مع الأخذ في الاعتبار زيادة احتمال إغلاق مضيق هرمز، ولكنه رجح تراجع الأسعار مجددا إذا لم يتحقق هذا التهديد. وقالت سوجاندا ساشديفا، مؤسسة شركة «إس.إس ويلث ستريت» للأبحاث في نيودلهي «يشكل التصعيد الجيوسياسي الحالي محفزا أساسيا لارتفاع أسعار خام برنت، وربما الاتجاه إلى تسجيل سعر 100 دولار للبرميل، مع تزايد احتمالية الوصول إلى 120 دولارا للبرميل»
ومنذ أن بدأت إسرائيل هجماتها على إيران قبل أكثر من أسبوع، تعيش أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والقلق، إذ ارتفعت العقود الآجلة، وقفزت أحجام التداول في خيارات النفط، كما ارتفعت أسعار الشحن، وتحولت منحنيات العقود الآجلة لتعكس التوترات بشأن نقص محتمل في الإمدادات على المدى القصير.
وينتج الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأي ارتفاع مطول في الأسعار من شأنه أن يعزز الضغوط التضخمية عالميا.
جريدة الانباء