الذهب يتراجع مع جني الأرباح بعد اقترابه من أعلى مستوى في شهرين
تراجعت أسعار الذهب اليوم مع جني المتداولين للأرباح، بعد ارتفاعها لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين، بفعل تبادل القصف المكثف بين إسرائيل وإيران، والذي أثار مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً. وانخفض الذهب بالمعاملات الفورية 0.5 في المئة، مسجلاً 3414.32 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 أبريل في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب أيضاً 0.5 في المئة إلى 3434.80 دولاراً. وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق بمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى «أواندا»: «علاوة المخاطر السياسية المشتركة هي التي ترتفع بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل في هذه المرحلة، مما عزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً». وأضاف: «لدينا الآن قفزة واضحة فوق مستوى 3400 دولار، والاتجاه الصعودي قصير المدى لايزال قائماً. نشهد مستوى مقاومة عند 3500 دولار مع إمكانية القفز لذروة جديدة فوق هذا المستوى». وتبادلت إسرائيل وإيران شن هجمات جديدة الأحد، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، وأثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، في الوقت الذي حث كل جيش المدنيين في الطرف الآخر على اتخاذ الاحتياطات اللازمة استعداداً لمزيد من الهجمات. وعبَّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس (الأحد)، عن أمله أن تتمكَّن إسرائيل وإيران من الاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنه قال إنه في بعض الأحيان يتعيَّن على الدول أن تخوض القتال حتى النهاية. ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً خلال أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية. ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع مجموعة من قرارات السياسة النقدية من البنوك المركزية، مع اتجاه الأنظار إلى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، الذي سيُصدر قراره بشأن أسعار الفائدة الأربعاء. وبينما يُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة من دون تغيير، فإن الأسواق تترقب أي مؤشرات على احتمال خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة بالمعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 36.36 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين 1.5 في المئة إلى 1245.67 دولاراً، في حين ارتفع البلاديوم 1.5 في المئة إلى 1043.53 دولاراً. وتوقع محلل الأسواق المالية في Easymarkets، خالد الخطيب، أن تكون تداولات الذهب على الأرجح محصورة بين 3200 و3300 دولار للأونصة. وأوضح أن كسر مستوى 3500 دولار سيؤدي إلى تحرك جديد مرتبط بتصاعد التوترات ودخول دول أخرى في الصراع الإسرائيلي- الإيراني. وأشار إلى انصراف الاهتمام العالمي عن قضايا مثل الحرب التجارية وسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتركزه على تطورات الشرق الأوسط. وبيَّن الخطيب، في مقابلة مع «العربية Business»، أن تراجع أسعار الذهب جاء مع انحسار المخاوف الأولية، وابتعاد المستثمرين عن الملاذات الآمنة. وذكر أن الذهب صعد سابقاً لمستويات قياسية، نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصاً عقب تحذيرات الإدارة الأميركية لرعاياها في بعض الدول العربية.
جريدة الجريدة