النفط يتراجع مع توقع نمو المعروض العالمي
مع عودة إنتاج كردستان العراق وتوجه «أوبك+» لزيادة جديدة في نوفمبر
تراجعت أسعار النفط أكثر من 1 في المئة صباح اليوم الاثنين، بعد أن استأنف إقليم كردستان العراق صادرات النفط الخام عبر تركيا مطلع الأسبوع في وقت تخطط مجموعة «أوبك+» لزيادة إنتاج النفط مجدداً في نوفمبر، مما سيزيد الإمدادات العالمية. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.01 دولار أو 1.4 بالمئة إلى 69.12 دولاراً للبرميل، بعد أن وصلت عند التسوية يوم الجمعة لأعلى مستوياتها منذ 31 يوليو. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.11 دولار أو 1.7 بالمئة إلى 64.61 دولاراً للبرميل. ومن المرجح أن توافق مجموعة «أوبك+»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاءها، على زيادة أخرى في إنتاج النفط الخام في اجتماعها الأحد المقبل. وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة، أن من المرجح أن تتفق المجموعة على زيادة أخرى في الإنتاج بما لا يقل عن 137 ألف برميل يومياً لشهر نوفمبر، إذ يشجع ارتفاع أسعار النفط المجموعة على محاولة استعادة حصتها السوقية. وتضخ «أوبك+» أقل من مستهدفاتها بما يقرب من 500 ألف برميل يومياً، بما يتناقض مع توقعات السوق بوجود فائض في المعروض. في غضون ذلك، قالت وزارة النفط العراقية، إن النفط الخام تدفق يوم السبت عبر خط أنابيب من إقليم كردستان في شمال العراق إلى تركيا للمرة الأولى منذ عامين ونصف، بعد اتفاق أدى إلى استئناف صادرات الخام من الإقليم. ترجيحات بموافقة «أوبك+» على زيادة أخرى بإنتاج النفط الخام في اجتماعها الأحد المقبل وقال وزير النفط العراقي لقناة «رووداو» الكردية يوم الجمعة، إن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان ومنتجي النفط الأجانب العاملين في الإقليم يسمح بتدفق ما بين 180 ألفاً إلى 190 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى ميناء جيهان التركي. وضغطت الولايات المتحدة من أجل إعادة التشغيل، والمتوقع أن تعيد في نهاية المطاف ما يصل إلى 230 ألف برميل يومياً من الخام إلى الأسواق العالمية، في وقت تعزز مجموعة «أوبك+» إنتاجها لكسب حصة سوقية. ويأتي تراجع الأسعار بعدما ارتفع خام برنت والخام الأميركي بأكثر من 4 بالمئة الأسبوع الماضي، بعد أن أدت هجمات أوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا إلى خفض صادرات البلاد من الوقود. وقال محللو «إس.إي.بي»: «إن كان هناك شيء قد تعمل أوكرانيا على تكثيفه، فهو هجماتها الاستراتيجية على المصافي الروسية». وقصفت روسيا كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، في واحدة من أعنف الهجمات على العاصمة منذ بدء الحرب الشاملة. وفي الوقت نفسه، أعادت الأمم المتحدة فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى على إيران بسبب برنامجها النووي. وحذرت طهران من أنها ستقابل برد قاسٍ. إنتاج «أوبك+» وقالت ثلاثة مصادر مطلعة، إن من المرجح أن يوافق تحالف «أوبك+» في اجتماعه يوم الأحد المقبل، على زيادة جديدة في إنتاج النفط بنحو 137 ألف برميل يومياً، إذ تدفع أسعار النفط المرتفعة المجموعة إلى السعي لمواصلة استعادة حصتها في السوق. ومنذ شهر أبريل، غير تحالف «أوبك+» استراتيجية خفض الإنتاج وزاد بالفعل حصص الإنتاج بنحو 2.5 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 2.4 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي، بهدف تعزيز حصته في السوق، تحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض أسعار النفط. وتعقد ثماني دول من أعضاء «أوبك+» اجتماعاً عبر الإنترنت في الخامس من أكتوبر لاتخاذ قرار بشأن إنتاج نوفمبر، ويضخّ تحالف «أوبك+» نحو نصف إنتاج النفط العالمي، ويتألف من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وشركاء من بينهم روسيا. أسعار النفط انخفضت أسعار النفط من أكثر من 80 دولاراً للبرميل في بداية العام، لكنها ظلت في الغالب ضمن نطاق ضيق بين 60 و70 دولاراً للبرميل منذ أن بدأت «أوبك» زيادة الإنتاج في أبريل. وبلغ إجمالي تخفيضات إنتاج المجموعة ذروته عند 5.85 ملايين برميل يومياً من ثلاث شرائح مختلفة، منها تخفيضات طوعية قدرها 2.2 مليون برميل يومياً إضافة إلى تخفيضات بواقع 1.65 مليون برميل يومياً من ثمانية أعضاء ومليوني برميل يومياً أخرى من التحالف بأكمله. زيادة أخرى يعتزم المنتجون الثمانية إلغاء كامل التخفيضات الطوعية التي تبلغ 2.2 مليون برميل يومياً بحلول نهاية سبتمبر. وقرروا البدء في أكتوبر بإلغاء شريحة التخفيضات التي تبلغ 1.65 مليون برميل يوميا، وذلك بزيادة في الإنتاج قدرها 137 ألف برميل يومياً. ومنح تحالف «أوبك+» الإمارات الضوء الأخضر لبدء زيادة الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يومياً في الفترة من أبريل وسبتمبر. وأفادت المصادر الثلاثة بأن زيادة إنتاج نوفمبر، التي ستناقَش في الخامس من أكتوبر، ستبلغ 137 ألف برميل يومياً على الأقل، أي ما يعادل الزيادة المقررة لأكتوبر. وأضافت المصادر أنه لم يُتخذ قرار نهائي بعد. وذكر محللون أن زيادات «أوبك+» لم تحقق الكميات المتعهد بها لأن معظم الأعضاء يضخون بكامل طاقتهم بالفعل. ومن المقرر أن يستمر إلغاء الشريحة الثالثة من التخفيضات على مستوى المجموعة، التي تبلغ مليوني برميل يومياً، حتى نهاية عام 2026.
جريدة الجريدة