«المركز»: انخفاض ملحوظ في أنشطة الاندماج والاستحواذ بدول الخليج

إبرام 72 صفقة في النصف الأول بتراجع نسبته 22% على أساس سنوي

كشف تقرير أصدرته إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة المركز المالي الكويتي (المركز) أن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أبرمت ما مجموعه 72 صفقة اندماج واستحواذ خلال النصف الأول من عام 2025، بانخفاض نسبته 22% على أساسٍ سنوي. واستحوذت الإمارات العربية المتحدة على نصيب الأسد بإبرامها 43 صفقة، تليها المملكة العربية السعودية بإبرام 15 صفقة، وباستثناء قطر وعُمان، شهدت كل الأسواق الأخرى في المنطقة انخفاضاً ملحوظاً في أنشطة الاندماج والاستحواذ على أساسٍ سنوي. كيانات الاستحواذ والشركات المستهدفة تماشياً مع الاتجاهات التاريخية، تصدرت بعض الجهات من دول مجلس التعاون الخليجي معظم الصفقات المبرمة في النصف الأول من عامي 2025 و2024. وخلال النصف الأول من عام 2025، استحوذ المستثمرون الخليجيون على 65% من إجمالي عدد الصفقات المبرمة، بينما نال المستحوذون الأجانب على 33%. وهيمنت جهات الاستحواذ الخليجية على السوق خلال النصف الأول من عام 2024، إذ استحوذت على 66% من إجمالي عدد الصفقات المبرمة، بينما ساهمت نظيراتها الأجنبية بنسبة ملموسة بلغت 33%. وتُمثل الحصص المتبقية في النصف الأول من عامي 2025 و2024 صفقات لم تتوافر فيها معلومات عن المشتري. وعلاوة على ذلك، ركزت استثمارات جهات الاستحواذ الخليجية بشكل أساسي على شركات ضمن أسواقها المحلية والأسواق الدولية، مع استهداف أقل للشركات الإقليمية. فخلال النصف الأول من عام 2025، أبرمت جهات الاستحواذ الخليجية ما مجموعه 41 صفقة داخل أسواقها المحلية، مقارنة بـ 54 صفقة في النصف الأول من عام 2024.

وإضافة إلى ذلك، أبرمت جهات الاستحواذ الخليجية 39 صفقة عابرة للحدود خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما يطابق الصفقات ذاتها في النصف الأول من عام 2024. وللإشارة فإن المشترين من الإمارات تصدروا النشاط العابر للحدود، حيث مثلوا حوالي 71% من إجمالي عدد الصفقات المغلقة العابرة للحدود، تلتها كل من المملكة العربية السعودية والكويت بنسبة 13% و8% على التوالي. المشترون الأجانب أظهرت دول مجلس التعاون الخليجي تحولاً في اهتمام المشترين الأجانب، إذ شهدت الشركات المستهدفة بالمنطقة انخفاضاً طفيفاً في اهتمام المشترين الأجانب خلال هذه الفترة، حيث أبرموا 24 صفقة مقارنة بـ 30 صفقة العام الماضي، بانخفاض قدره 20% على أساس سنوي. وعلى الرغم من ذلك، ظلت الشركات المستهدفة في الإمارات الوجهة الرئيسية للمشترين الأجانب، إذ شهدت الدولة إبرام 19 صفقة في النصف الأول من عام 2025. نظرة على القطاعات من جهة أخرى، شملت الصفقات المُبرمة في النصف الأول من عام 2025 شركات في قطاعات متنوعة، لتؤكد الاتجاه المستمر، الذي تم تسجيله في الفترات الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك، برزت قطاعات السلع الاستهلاكية والخدمات المالية والصناعات والتعليم وتقنية المعلومات، باعتبارها الأكثر نشاطاً، إذ شكلت مجتمعة نسبة 58% من الصفقات المبرمة خلال هذه الفترة. صفقات معلنة قيد التنفيذ بحلول نهاية النصف الأول من عام 2025، بلغ إجمالي الصفقات المعلنة قيد التنفيذ 40 صفقة في انخفاض ملحوظ مقارنة بالعام السابق، الذي شهد 55 صفقة معلنة. وركزت معظم هذه الصفقات على شركات مستهدفة من الإمارات، إذ شكلت 55% من إجمالي عدد الصفقات المعلنة، تلتها السعودية والبحرين بنسبة 23% و10% على التوالي. وشملت الصفقات المتبقية شركات مستهدفة من الكويت وقطر وعُمان، بينما شهدت كل المناطق انخفاضاً يتراوح بين الصفر والسالب في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالعام السابق. «كوينبيس» تتصدر وكشف تقرير «المركز» أن شركة كوينبيس غلوبال (كوينبيس) تصدرت قائمة أبرز صفقات الاندماج والاستحواذ في دول مجلس التعاون الخليجي خلال النصف الأول من عام 2025، نتيجة للصفقة التي أعلنت عنها الشركة الأميركية بقيمة 2.9 مليار دولار، لتستحوذ من خلالها بالكامل على شركة «ديريبت إف زي إي»، وهي منصة تداول مشتقات العملات المشفرة في دبي. وتُعدّ الصفقة الأكبر من نوعها في سوق العملات المشفرة حتى اليوم. وسجلت شركة «جي 42» القابضة ثاني أكبر صفقة في النصف الأول من عام 2025 بعد استحواذها على حصة 40% المتبقية في شركة خزنة داتا سنتر (خزنة) من شركة مجموعة الإمارات للاتصالات (إي آند)، بقيمة 2.2 مليار دولار. تم تأسيس شركة خزنة في عام 2022 من قبل جي 42 ومجموعة الإمارات للاتصالات (إي آند)، وهي مطور ومشغل رائد لمراكز البيانات الضخمة. وفي المرتبة التالية، جاءت صفقة بنك وربة التي استحوذ من خلالها على نسبة 33% من بنك الخليج عبر الاستحواذ الكامل على شركة الغانم التجارية بقيمة إجمالية بلغت 1.6 مليار دولار. وبدأ كل من بنك وربة وبنك الخليج على خلفية الاستحواذ في دراسة فرص الاندماج بصورة مشتركة لإنشاء مؤسسة مالية أكبر متوافقة مع الشريعة الإسلامية. علاوة على ذلك، شكلت شركة سي في سي دي آي إف والوطنية للتبريد المركزي (الوطنية) مشروعاً مشتركاً بنسبة 50:50 للاستحواذ الكامل على بال كولينج القابضة ش.م.ع. (بال) بقيمة حوالي 1.0 مليار دولار، وتعرف شركة (بال) بريادتها في توفير خدمات التبريد المركزي على مستوى الإمارات، وتقديم خدماتها للمشاريع السكنية والتجارية والمباني متعددة الاستخدامات. كما استحوذت شركة أكوا باور على حصصٍ في أصول توليد الطاقة وتحلية المياه في كلٍ من الكويت والبحرين من شركة إنجي مقابل 693 مليون دولار. وتشمل هذه الأصول حصصاً في شركة شمال الزور الأولى للطاقة والمياه (الكويت)، وشركات العزل، والدور، والحد في البحرين. كما أن هذه الشركات تمتلك وتدير محطات طاقة تعمل بالغاز بطاقة إجمالية تبلغ 4.6 غيغاواط، ومحطات تحلية مياه بطاقة إجمالية تبلغ 1.114 ألف متر مكعب باليوم.
جريدة الجريدة