«الشال»: طفرة أسعار الذهب تعبير عن حالة عدم اليقين العالمية

كسب نحو 60% منذ بداية العام في مشهد لم يحدث منذ نجاح الثورة الإيرانية

قال التقرير الأسبوعي لشركة الشال للاستشارات، إنه ما بين بداية العام الحالي 2025 ومنتصف أكتوبر الجاري، قفزت أسعار أونصة الذهب من مستوى 2.624 دولارا إلى 4.210 دولارات، أي بارتفاع بنحو 60.4 في المئة، وذلك لم يحدث منذ 46 عاماً وكانت أسبابه حينها المخاطر الجيوسياسية بعد نجاح الثورة الإيرانية. وأضاف «الشال» انه رغم حقيقة ندرة المعدن، فإن الطفرة الحالية لا تفسرها تلك الندرة، وإنما حالة مماثلة لتلك التي حدثت في عام 1979، وإن اختلفت المبررات، فالعالم يمر بحالة غير مسبوقة من انعدام حالة اليقين، وأهمها الضغوط التي يتعرض لها الدولار الأميركي عملة الاحتياط العالمي، فهي ما تحظى بمعظم تفسيرها. فالإدارة الأميركية الجديدة بدأت حرباً تجارية بفرض رسوم جمركية لم يشهدها العالم منذ ثلاثينيات القرن الفائت، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأميركي ديوناً فاقت الـ 37 تريليون دولار، وفي ظل سياسة نقدية متشددة تجعل خدمة تلك الديون غاية في الصعوبة. يضاف إليها الحرب الباردة والتهديد بالحروب الساخنة ومعها اشتعال الحرب التجارية، وفي ظل وضع الاقتصاد الأميركي، ما خلق أجواءً من انحسار الثقة بالدولار شملت حلفاء الولايات المتحدة القدماء، وكتلاً من الاقتصادات المنافسة تنحو إلى التشدد المقابل، وتبحث عن نظم وآليات تنسلخ تدريجياً عن النظام المالي العالمي الذي أقر بعد الحرب العالمية الثانية، وعموده الدولار الأميركي. الاقتصادات المنافسة تنحو إلى التشدد وتبحث عن نظم تنسلخ تدريجياً عن النظام المالي العالمي وتابع أن أول المؤشرات هو ما ذكرناه من الإقبال الشديد على شراء الذهب من الخصوم والحلفاء الأوروبيين على حد سواء، وأول نتائجه خسارة الدولار نحو 9 في المئة من قيمته منذ بداية العام. وبين أن تصاعد المخاوف في عام 2025 واضح من استعراض تفوق ارتفاع أسعار الذهب فيه مقارنة بالسنوات منذ بداية العقد الحالي، أو ما بين 2020 وحتى نهاية عام 2024، فالارتفاع لمعظم السنوات الخمس كان 25.0 في المئة لعام 2020، ثم انخفاض بنحو -3.6 في المئة لعام 2021 وأيضاً -0.2 في المئة لعام 2022، رغم اندلاع الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وارتفاع بنحو 13.1 في المئة لعام 2023، و27.2 في المئة لعام 2024، وكلها لا تقارن بما تحقق في عام 2025. وشدد «الشال» على انه ليس فيما نذكره نصح لشراء الذهب، ولكننا نعتقد أنه مالم تحدث انفراجة في علاقات أقطاب العالم الاقتصادية والسياسية، وتلك المراهنة هي على قرارات سياسية لا يضمن أحد تحققها، فمن المرجح أن يستمر ارتفاع أسعار الذهب، وفي مرحلة من اشتداد النزاعات، قد يلجأ خصوم الولايات المتحدة إلى استخدامه سلاحاً للتسريع في تقويض أهمية الدولار الأميركي.
جريدة الجريدة