«أوبك +» نحو مزيد من إلغاء تخفيضات الإنتاج الطوعية في سبتمبر
النفط يعوض بعض خسائره مع شح الإمدادات ومخاوف الرسوم
أفادت 5 مصادر بأن منتجين في تحالف «أوبك +» يتجهون للاتفاق على زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج لشهر سبتمبر، مع مواصلتهم التخلي عن تخفيضات الإنتاج الطوعية من 8 أعضاء والسماح للإمارات بزيادة الإنتاج بما يتماشى مع رفع حصتها. وبدأت خطط التخلي عن تخفيضات الإنتاج البالغة 2.17 مليون برميل يومياً في أبريل بزيادة 138 ألف برميل يومياً. تلتها زيادة 411 ألف برميل يومياً في كل من مايو ويونيو ويوليو، على الرغم من انخفاض أسعار النفط. ويوم السبت، اتفقت المجموعة على زيادة 548 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس. ورجحت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات الاثنين أن يتفق التحالف على زيادة بنحو 550 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر عندما يجتمع في الثالث من أغسطس. ويكمل ذلك خطط عودة 2.17 مليون برميل يومياً إلى السوق من الأعضاء الثمانية، وهم السعودية وروسيا والإمارات والكويت وسلطنة عمان والعراق وكازاخستان والجزائر. السعودية: ترفع أسعار النفط للمشترين من آسيا وأوروبا في أغسطس وأضافت المصادر أن ذلك سيسمح أيضاً بمساحة إضافية لإنتاج 300 ألف برميل يومياً من الإمارات مع انتقالها إلى حصة إنتاج أكبر. في سياق الأسعار، عوّض النفط بعض خسائره صباح الاثنين في وقت أدى الشح الفعلي للإمدادات إلى التخفيف من أثر قرار تحالف أوبك + زيادة الإنتاج بأكثر من المتوقع في أغسطس، إضافة إلى مخاوف من تأثير محتمل للرسوم الجمركية الأميركية على النمو الاقتصادي والطلب على النفط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوى عند 67.22 دولاراً للبرميل، وبلغ الانخفاض 22 سنتاً فقط أو 0.3 بالمئة إلى 68.08 دولاراً للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 37 سنتاً إلى 66.63 دولاراً للبرميل أي بنسبة 0.6 بالمئة بعد أن وصل في وقت سابق إلى أدنى مستوى عند 65.40 دولاراً للبرميل. وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل في يو.بي.إس «في الوقت الراهن لا تزال الإمدادات شحيحة في سوق النفط، بما يشير إلى قدرتها على استيعاب البراميل الإضافية». وقال محللو آر.بي.سي كابيتال بقيادة هيليما كروفت في مذكرة، إن القرار سيعيد ما يقرب من 80 بالمئة من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً من ثمانية منتجين في أوبك إلى السوق. لكنهم أضافوا أن الزيادة الفعلية في الإنتاج كانت أقل مما كان مخططاً له حتى الآن وأن معظم الإمدادات كانت من السعودية. وفي إشارة على الثقة في الطلب على النفط، رفعت السعودية الأحد سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في أغسطس لأسيا إلى أعلى مستوى في 4 أشهر. كما تعرض النفط أيضا لضغوط مع إشارة المسؤولين الأميركيين إلى تأجيل فرض الرسوم الجمركية. لكنهم لم يقدموا تفاصيل عن هذا الأمر. ويتخوف المستثمرون من أن فرض رسوم جمركية أعلى قد يبطئ الأنشطة الاقتصادية وبالتالي الطلب على النفط. وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا «لا تزال المخاوف بشأن رسوم ترامب هي السمة العامة في النصف الثاني من عام 2025، إذ يمثل ضعف الدولار الدعم الوحيد للنفط في الوقت الحالي». أسعار السعودية وفي تفاصيل أوسع، رفعت السعودية الأحد أسعار النفط لشهر أغسطس بالنسبة للمشترين من آسيا وأوروبا بأكثر من دولار للبرميل في وقت من المتوقع فيه زيادة الطلب المحلي على الخام بما يقلل التصدير مع توقعات بأن الاستهلاك من الصين سيزيد. ورفعت أرامكو سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لآسيا في أغسطس إلى علاوة 2.20 دولار فوق متوسط عمان/ دبي. وهذا السعر هو الأعلى في 4 أشهر ويشكل زيادة دولار للبرميل عن يوليو. وتخطت زيادة السعر التوقعات في مسح أجرته رويترز الأسبوع الماضي خلص إلى أنها ستتراوح بين 50 و80 سنتاً. كما رفعت المملكة أسعار كل درجات الخام التي تبيعها لشركات التكرير في شمال غرب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط 1.40 دولار للبرميل عن الشهر السابق. وجاء رفع أرامكو للأسعار بعد يوم من موافقة ثماني دول من أعضاء تحالف أوبك+ على زيادة الإنتاج 548 ألف برميل يومياً في أغسطس يتخطى 411 ألف برميل توقعتها الأسواق، مما سرع وتيرة زيادة الإنتاج. وقال مصدران في قطاع التكرير بآسيا إن الأسعار تعكس زيادة الطلب على الخام في السعودية للوفاء باحتياجات الطاقة الكهربائية المتزايدة في ذروة الصيف وفي وقت يزيد فيه إقبال شركات التكرير الصينية مع شراء بعضها كميات أقل في الأشهر الماضية. وتوقع محللون أن تستهلك السعودية هذا الصيف نفطاً أكثر لتوليد الطاقة الكهربائية مما يحد من الصادرات. توقعات غولدمان ساكس يتوقع «غولدمان ساكس» أن ترفع مجموعة من ثمانية أعضاء في «أوبك+» حصص إنتاج النفط بمقدار 550 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر، ليكمل إنهاء التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً. وأوضح البنك الأميركي حسبما نقلت «رويترز»: إعلان السبت عن تسريع وتيرة زيادة المعروض يزيد ثقتنا في أن التحول نحو توازن طويل الأجل يركز على عودة الطاقة الاحتياطية وحصة السوق إلى طبيعتها ودعم التماسك الداخلي للمجموعة، والضبط الاستراتيجي لإمدادات النفط الصخري الأميركي مستمر. ويتوقع البنك ارتفاع إنتاج النفط الخام من الدول الثماني الأعضاء في «أوبك +» بمقدار 1.67 مليون برميل يومياً الفترة بين مارس وسبتمبر ليصل إلى 33.2 مليون برميل يومياً. وأبقى على توقعاته لسعر خام برنت عند 59 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من هذا العام، و56 دولاراً لعام 2026. أما عن الطلب، توقع ارتفاع الاستهلاك العالمي بمقدار 600 ألف برميل يومياً هذا العام ومليون برميل يومياً في العام المقبل، مدفوعاً بالطلب الصيني القوي والنشاط الاقتصادي العالمي المرن وتراجع قيمة الدولار. البنزين والديزل تواجه المصافي الصينية تحدياً متصاعداً بسبب فائض في معروض وقود الطائرات، في ظل تباطؤ الطلب الدولي وتغير أنماط السفر. وتتجاوز إمدادات وقود الطائرات في الصين الطلب بأكثر من 40% خلال العام الحالي، في وقت ما تزال فيه حركة الطيران الدولية دون مستويات ما قبل الجائحة، بحسب بيانات شركة «كبلر». ومع توسّع شبكة القطارات فائقة السرعة واعتماد شركات الطيران على طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، تتقلص الآفاق المستقبلية لنمو الطلب، بحسب «بلومبرغ». يزيد ذلك من الضغوط على قطاع التكرير الذي يعاني أصلاً من تباطؤ الطلب على البنزين والديزل، وضعف الهوامش، بعد أن شكل وقود الطائرات متنفساً مؤقتاً في أعقاب الجائحة، مع تعافي حركة الطيران.
جريدة الجريدة