النفط ينخفض مع تقييم «الطلب» ومحادثات أميركا وإيران

البرميل الكويتي يرتفع 49 سنتاً ليبلغ 64.66 دولاراً

ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 49 سنتا، ليبلغ 64.66 دولارا للبرميل في تداولات يوم الاثنين، مقابل 64.17 دولارا للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الأسواق العالمية، انخفضت أسعار النفط، صباح اليوم، مع تقييم المتعاملين لتأثير محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا والمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران على الإمدادات وللطلب الفعلي القوي خلال شهر أقرب استحقاق في آسيا والتوقعات الحذرة تجاه الاقتصاد الصيني. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا إلى 65.35 دولارا للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، التي ينتهي أجلها الثلاثاء، 3 سنتات إلى 62.72 دولارا للبرميل، بينما انخفضت عقود يوليو الأكثر تداولا 17 سنتا إلى 61.97 دولارا للبرميل. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، قوله إن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة «لن تفضي لأي نتيجة» إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم تماما. السعودية تزيد استخدام النفط في توليد الكهرباء خلال الصيف وجدد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يوم الأحد، تأكيد موقف واشنطن بأن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الذي يشكّل مسارا محتملا نحو تطوير قنابل نووية. وتقول طهران إن أغراض برنامجها النووي سلمية بحتة. وقال المحلل في شركة ستون إكس، أليكس هودز، إن تعثّر المحادثات أضعف الآمال في التوصل إلى اتفاق كان من شأنه أن يمهّد الطريق لتخفيف العقوبات الأميركية ويسمح لإيران بزيادة صادراتها النفطية بما يتراوح بين 300 و400 ألف برميل يوميا. وتلقت الأسعار دعما من توقعات ارتفاع الطلب الفعلي على المدى القريب في ظل تحقيق قطاع التكرير في آسيا هوامش أرباح جيدة. وقال المحلل لدى شركة سبارتا كوموديتيز، نيل كروسبي: «بدأت دورة الشراء الآسيوية بداية معتدلة، لكنّ الهوامش القوية وانتهاء أعمال الصيانة من المتوقع أن يكونا من عوامل الدعم». وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن هوامش أرباح مجمع التكرير في سنغافورة، وهي مؤشر إقليمي رائد، تجاوزت 6 دولارات للبرميل في المتوسط ​​خلال مايو ارتفاعا من 4.4 دولارات للبرميل في المتوسط خلال ​​أبريل. وتترقب الأسواق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا لتحديد اتجاه تدفقات النفط الروسي، مما قد يؤدي إلى تخمة في المعروض ويؤثر سلبا على الأسعار. وقال محللو «آي. إن. جي» في مذكرة للعملاء «تركز أسواق الطاقة على محادثات السلام المحتملة، وقد يؤدي التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف إلى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا». في الوقت ذاته، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم ومنع أسعار النفط من الارتفاع. وكانت الوكالة قد خفضت التصنيف الائتماني للديون السيادية لأميركا درجة واحدة يوم الجمعة، مشيرة إلى المخاوف بشأن ديون البلاد المتزايدة البالغة 36 تريليون دولار. وتعرّضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بالصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وتوقع محللو «بي. إم. آي»، في مذكرة للعملاء، انخفاض استهلاك النفط عام 2025 بنسبة 0.3 بالمئة متأثرا بتباطؤ في مختلف فئات المنتجات النفطية. وأضاف المحللون: «حتى لو اعتمدت الصين إجراءات تحفيزية، قد يستغرق الأمر بعض الوقت لإحداث تأثير إيجابي على الطلب على النفط». كهرباء السعودية قال محللون ومصادر تجارية إن من المتوقع أن تحرق السعودية المزيد من النفط الخام لتوليد الطاقة هذا الصيف مقارنة بالصيف الماضي، مع زيادة إنتاجها بعد أن خفف تحالف «أوبك+» القيود المفروضة على الإمدادات، وارتفاع تكلفة زيت الوقود. ومن خلال حرق المزيد من النفط الخام، يمكن للسعودية أن تقلل من بعض المخاوف بشأن تخمة المعروض العالمي، بعد أن اتفق تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاءها مثل روسيا، على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا في أبريل، ومايو، ويونيو. وتتوقع شركة وود ماكنزي أن تستهلك السعودية ما بين 465 إلى 470 ألف برميل يومياً من الخام لتوليد الطاقة هذا العام، بزيادة تتراوح بين 10 و15 ألف برميل يوميا عن 2024. وقال العديد من المتعاملين إنهم يتوقعون زيادة أيضا. وعادة ما تحرق دول بالشرق الأوسط النفط الخام وزيت الوقود عالي الكبريت لتوليد الطاقة خلال أشهر الصيف مع ارتفاع الطلب على الكهرباء. ولم ترد وزارة الطاقة السعودية وشركة أرامكو السعودية على طلبات للتعليق. وأظهرت بيانات «أوبك» أن حصة إنتاج السعودية من الخام في يونيو تبلغ 9.367 ملايين برميل يوميا، ارتفاعا من 9.034 ملايين برميل يوميا في أبريل. في الوقت نفسه، من المرجح أن يؤدي ارتفاع سعر الخام إلى الحد من استهلاك السعودية لزيت الوقود لتوليد الطاقة هذا العام، بينما من غير المرجح أن تتجاوز وارداتها من روسيا الرقم القياسي الذي سجّلته العام الماضي، وذلك وفقا لمحليين ومصادر تجارية. وكانت المملكة قد تحولت إلى استيراد المزيد من زيت الوقود الروسي بأسعار مخفضة لحرقه في الصيف منذ عام 2023، مع انخفاض أسعار البراميل الروسية في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا. وتولّد السعودية الكهرباء بشكل أساسي من الغاز الطبيعي، يليه النفط، مع مساهمة ضئيلة من مصادر الطاقة المتجددة.
جريدة الجريدة