النفط يتراجع مع التركيز على السلام المحتمل بين روسيا وأوكرانيا

البرميل الكويتي ينخفض 54 سنتاً ليبلغ 68.95 دولاراً

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 54 سنتاً ليبلغ 68.95 دولاراً للبرميل في تداولات، أمس ، مقابل 69.49 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الأسواق العالمية تراجعت أسعار النفط، صباح اليوم، في الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون في السوق محادثات ثلاثية من المحتمل عقدها بين موسكو وكييف وواشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي قد تؤدي إلى إنهاء العقوبات المفروضة على الخام الروسي. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتاً، أو 0.8 بالمئة، إلى 66.07 دولاراً للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر التي ينقضي أجلها اليوم، 44 سنتاً، أو 0.7 بالمئة، إلى 62.98 دولاراً للبرميل. وهبطت عقود الخام الأميركي لشهر أكتوبر، وهي الأكثر تداولاً، 55 سنتاً، أو 0.9 بالمئة، إلى 62.15 دولاراً للبرميل. وارتفعت الأسعار بنحو واحد بالمئة عند التسوية في الجلسة السابقة. وفي أعقاب المحادثات التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومجموعة من الحلفاء الأوروبيين في البيت الأبيض أمس ، قال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وبدأ في الترتيب لعقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، على أن تعقبه قمة بين الرؤساء الثلاثة. وقال سوفرو ساركار كبير محللي الطاقة في بنك دي.بي.إس: «تتفاعل أسعار النفط بشكل كبير مع نتائج الاجتماعين الأخيرين بين ترامب وبوتين، وترامب وزيلينسكي، ورغم أنه لا اتفاق سلام أو وقف إطلاق نار وشيك على ما يبدو، فقد تم إحراز بعض التقدم وقد تكون احتمالات التصعيد أو تشديد الولايات المتحدة أو أوروبا العقوبات على روسيا غير واردة حالياً». وأضاف «كما خفت حدة لهجة ترامب بشأن العقوبات الثانوية على مستوردي النفط الروسي... التي كانت ستهدد بإحداث اضطرابات في إمدادات النفط العالمية. بالتالي، نعتقد أن المخاطر الجيوسياسية انحسرت قليلاً بالنسبة لسوق النفط هذا الأسبوع». ووصف زيلينسكي محادثاته المباشرة مع ترامب بأنها «جيدة جداً»، وقال إنهما تحدثا عن حاجة أوكرانيا إلى ضمانات أمنية أميركية. ويسعى ترامب إلى إنهاء أعنف حرب في أوروبا منذ 80 عاماً سريعاً، لكن أوكرانيا وحلفاءها يخشون من أنه قد يسعى إلى فرض اتفاق بشروط روسية. وقال بارت ميليك رئيس قسم استراتيجية السلع الأولية لدى تي.دي للأوراق المالية في مذكرة، إن «التوصل لنتيجة تفضي لتخفيف حدة التوتر وإزالة التهديدات بفرض رسوم جمركية ثانوية أو عقوبات سيؤدي إلى انخفاض النفط نحو هدفنا البالغ 58 دولاراً للبرميل في المتوسط في الربع الرابع من 2025 والربع الأول من 2026». وأضاف ميليك أن «النتيجة التي قد تشهد ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على روسيا في شكل رسوم جمركية ثانوية أوسع نطاقاً على مشتري النفط الروسي (مثل تلك التي تواجهها الهند الآن) ستؤدي بلا شك إلى تحريك الخام إلى المستويات المرتفعة التي شهدناها قبل بضعة أسابيع». وقبل أسبوعين، فرض ترامب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على السلع الهندية لمعاقبة الهند على مواصلة شراء النفط الروسي. «سانتوس» و«أدنوك» قالت شركة سانتوس الأسترالية المنتجة للنفط والغاز أمس، إن تحالفاً دولياً بقيادة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لن يتمكن من الانتهاء من عرض الاستحواذ على الشركة مقابل 18.7 مليار دولار قبل شهر على الأقل، مما يعني أنه سيفوت الموعد النهائي للفحص النافي للجهالة الحصري. وانخفض سهم «سانتوس»، ثاني أكبر شركة مستقلة لإنتاج الغاز في أستراليا، 3.5 بالمئة إلى أدنى مستوى في أكثر من خمسة أسابيع عند 7.68 دولارات أسترالية، إذ تسبب التأجيل في شكوك لدى المستثمرين في إمكانية إتمام الصفقة. وذكر جيمس هود كبير محللي شؤون الطاقة لدى ريجال فاندز مانجمنت أن «السوق ينبئ بتزايد المخاطر والضبابية». وكانت أسهم «سانتوس» عادة عند سعر أقل بكثير من السعر البالغ 8.89 دولارات أسترالية في العرض المقترح من الكونسورتيوم الذي تقوده إكس.آر.جي الذراع الاستثمارية الدولية لشركة أدنوك في 16 يونيو، وهو ما اعتبر محللون أنه يلقي بظلال من الشك حول إمكانية إتمام الصفقة. وكان من المقرر أن تنتهي المحادثات الحصرية بين «سانتوس» والكونسورتيوم، الذي يضم القابضة إيه.دي.كيو وشركة الاستثمار المباشر كارلايل، يوم الجمعة. وأبلغ الكونسورتيوم «سانتوس» أنه سيحتاج إلى أربعة أسابيع أخرى على الأقل للحصول على جميع الموافقات اللازمة لإتمام عرضه. وقالت إكس.آر.جي في بيان منفصل إنها ستواصل الفحص النافي للجهالة والتقدم في المفاوضات للتوصل إلى عرض يمكن إتمامه رسميا. وتشير بيانات من فاكت.ست إلى أنه مع أخذ صافي الدين في الاعتبار، ستمنح الصفقة «سانتوس» قيمة مؤسسية 36.4 مليار دولار أسترالي، مما يجعلها أكبر عملية استحواذ نقدي بالكامل على شركة في تاريخ أستراليا. وقال كوشال راميش نائب رئيس أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في ريستاد إنرجي ان «إتمام هذه الصفقة لم يكن أبداً سهلاً نظراً لتداخل اعتبارات أمن الطاقة محلياً والمصلحة الوطنية، بالإضافة إلى تعدد الجهات صاحبة المصلحة التي يصعب إرضاؤها». تتطلب الصفقة موافقة جهات تنظيمية في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة نظراً لامتلاك «سانتوس» أصولاً في كل منها. وقال محللون إن موافقة مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي بأستراليا قد تشكل عقبة رئيسية أمام الصفقة، إذ من المرجح أن تكون الحكومة حذرة في تسليم إدارة أصول الطاقة الرئيسية لمستثمرين من الشرق الأوسط. وذكر جيمي هانا نائب مدير الاستثمار لدى فان إيك المساهمة في سانتوس: «لا أعتقد (التأجيل) سيغير شيئاً في إجمالي المخاطر بالنسبة لعملية الاستحواذ، ولا يزال مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي هو المسؤول. أعتقد أن هذا هو على الأرجح أكبر خطر على عملية الاستحواذ بأكملها». سوق الغاز الأسترالية لها حساسية سياسية، إذ تحذر الجهات التنظيمية المعنية بالمنافسة في البلاد من أن الولايات الشرقية المكتظة بالسكان ستواجه نقصاً في الغاز بدءاً من 2028 في حالة عدم وجود استثمارات جديدة. وتقول «سانتوس» منذ فترة طويلة إن مشروع غاز نارابري الذي طال انتظاره في ولاية نيو ساوث ويلز يمكن أن يسهم في سد فجوة العرض. وألغت «وودسايد» و«سانتوس» العام الماضي محادثات اندماج بقيمة 52 مليار دولار بعد فشلهما في التوصل إلى اتفاق. وقالت ميغ أونيل الرئيسة التنفيذية لـ «وودسايد» اليوم، إن الشركة غير مهتمة بتقديم عرض منافس. وفي حالة نجاح الصفقة، سيحصل الكونسورتيوم على السيطرة على مشروعين أستراليين للغاز الطبيعي المسال هما غلادستون وداروين للغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى حصص في مشروع بابوا غينيا الجديدة للغاز الطبيعي المسال، ومشروع بابوا للغاز الطبيعي المسال غير المطور. وتعتبر مصالح «سانتوس» في بابوا غينيا الجديدة من أهم أصولها. كما تطور الشركة مشروع بيكا النفطي في ألاسكا، والمقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف 2026. في غضون ذلك، أعلنت «سانتوس» أنها ستؤجل تقرير نتائج أعمالها إلى 25 الجاري بدلاً من 20 من الشهر نفسه.
جريدة الجريدة