الفضة تقفز محلياً 17 في المئة خلال شهر فهل تخلّى مستثمرو الكويت عن بريق الذهب؟
سعر المعدن الأبيض ارتفع من 430 إلى 502 دينار منذ بداية سبتمبر الجاري
بالتوازي مع الارتفاعات التي يسجلها المعدن الأصفر بشكل لافت منذ بداية سبتمبر الجاري، شهد سوق الفضة محلياً نشاطاً متصاعداً، لتصعد أسعار الفضة لمستويات قياسية جديدة تجاوزت في تداولات بداية الأسبوع الجاري 502 دينار للكيلو غرام الواحد، فهل يعكس الصعود القياسي السريع للفضة، مؤشراً لتحول مستثمريها الأفراد، من الكويتيين والمقيمين، عن بريق الذهب؟ أم يشكل ذلك تنويعاً استثمارياً؟
من حيث المبدأ، سجل المعدن الأبيض محلياً ارتفاعات متتالية في سعره منذ بداية سبتمبر تقارب 17 في المئة، وذلك بصعوده من 430 ديناراً للكيلو غرام الواحد إلى 502 دينار.
ويعكس الصعود القياسي للجميع أنواع المعادن الثمينة، ومنها الفضة محلياً وعالمياً تزايداً بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، وسط اضطرابات تجارية وتوترات جيوسياسية.
ويقول خبراء أن سوق الفضة محلياً يشهد توجهاً متزايداً من قبل المستثمرين الباحثين عن أدوات لحفظ القيمة وتحقيق مكاسب مستقبلية، مدفوعين بجملة عوامل، في مقدمتها الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، منوهين إلى اعتبار رئيس آخر يتمثل في اقتفاء سوق الفضة أثر سوق أسعار الذهب متزايد النشاط، بدعم التوقعات المتنامية حول توجه مجلس الاحتياطي الأميركي «الفيدرالي» لتبني مزيد من الخفض للفائدة، ما يحفز للبحث عن بدائل استثمارية بعائد أفضل، حيث تأتي المعادن الثمينة وفي مقدمتها الذهب والفضة على رأس قائمة الخيارات المفضلة في هذا الخصوص.
من ناحيته، قال المهندس إسحاق كراشي صاحب مجموعة محلات مجوهرات لـ«الراي»، إن «الإقبال محلياً على شراء الفضة بدأ منذ عام ونصف العام تقريباً، لكن لوحظ ارتفاع نسب الإقبال على الفضة أخيراً»، مشيراً إلى أن «نسبة الارتفاع جاءت الفترة الأخيرة مدفوعة بحركة صعود سعر الذهب الذي شهد أرقاماً قياسية خلال الشهر الجاري، حيث المراهنة على استمرار صعود المعادن الثمينة».
وأضاف: «نمط شراء الفضة يختلف عن الذهب، حيث يأتي بكميات كبيرة في الغالب على شكل سبائك بوزن كيلو واحد وأكثر، وتصل عند بعض الأشخاص لشراء 15 كيلوغراماً ووضعهم في بوكس واحد»، مشيراً إلى أن «بعض مستثمري الفضة يشترون أوزاناً تصل أحياناً إلى مئات الكيلوغرامات، والابتعاد عن المقتنيات الصغيرة، على عكس الذهب الذي يمكن شراء كميات وأوزان أقل بأسعار أعلى».
ودولياً، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.2 في المئة إلى 45.76 دولار للأونصة يوم الجمعة الماضية، لتسجل أعلى مستوى في أكثر من 14 عاماً، وصعد كذلك معدن البلاديوم 1.7 في المئة إلى 1271.46 دولار متجهاً نحو تحقيق مكسب أسبوعي، فيما قفز البلاتين 2.7 في المئة إلى 1570.45 دولار، وهو أعلى مستوى في أكثر من 12 عاماً.
وقال تاي وونج، وهو متداول مستقل في سوق المعادن لـ«رويتزر»، إن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الشهرية جاءت متوافقة، رغم أن الدخل والإنفاق الشخصي فاقا التوقعات بنحو 10 في المئة.
«المعهد العالمي»: الرسوم الأميركية والتوترات عالمياً ساهمتا في تعافي الأسعار
قال تقرير معهد الفضة العالمي «The Silver Institute»، إن التعافي في أسعار الفضة مع بداية 2025 جاء نتيجة مخاوف الرسوم الجمركية التي يتوقع أن يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.
وحول الطلب على الفضة، توقع المعهد أن يستقر الطلب العالمي على المعدن الأبيض خلال 2025، عند 1.2 مليار أونصة، وأن يحقق التصنيع الصناعي نمواً بنسبة 3 في المئة، متجاوزاً 700 مليون أونصة للمرة الأولى، مدفوعاً بـ«مشاريع الطاقة الشمسية، قطاع السيارات الكهربائية والهجينة، الإلكترونيات الاستهلاكية».
ولفت إلى توقعات أخرى بأن يحقق الاستثمار المادي بالفضة نمواً بنسبة 3 في المئة في أوروبا وأميركا الشمالية، إلى جانب ارتفاع العرض العالمي 3 في المئة ليصل إلى 1.05 مليار أونصة، وهو أعلى مستوى منذ 11 عاماً، مضيفاً أنه رغم زيادة العرض، سيبقى السوق في عجز يقدر بـ149 مليون أونصة.
أسباب تدفع لزيادة الاستثمار في الفضة
• المخاطر الاقتصادية والسياسية
• تنويع المحافظ الاستثمارية مع الذهب والفضة
مخاطر تواجه الفضة:
• قوة الدولار وعوائد السندات الأميركية
• احتمالية الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها على النمو في الصين
• تذبذب أسعار المعادن الأساسية
جريدة الراي