ارتفاع الأسهم الخليجية للشهر الثاني على التوالي

«كامكو إنفست»: نتيجة تقدم المفاوضات التجارية والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين

ارتفع مؤشر الأسهم الخليجية للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر 2025، ليعكس تحسن معنويات الأسواق المالية العالمية، وسجل مؤشر «مورغان ستانلي» الخليجي مكاسب بنسبة 2.5 في المئة، بدعم من الأداء القوي الذي شهده خلال الأسبوع الأخير من الشهر. وجاء هذا الارتفاع، حسب تقرير صادر عن شركة «كامكو إنفست»، نتيجة للتقدم المحرز على صعيد المفاوضات التجارية والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، التي استمرت حتى نهاية الشهر، إلى جانب التكهنات التي رجحت خفض أسعار الفائدة، وهو ما تحقق بالفعل بنهاية الشهر، إذ قام مجلس الاحتياطي الفدرالي «البنك المركزي» الأميركي ومعظم البنوك المركزية الخليجية، باستثناء الكويت، بخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس. وكانت قطر السوق الخليجي الوحيد الذي سجل تراجعاً شهرياً بنسبة 0.9 في المئة نتيجة انخفاض أسهم الشركات الكبرى، فيما أنهت بقية الأسواق الخليجية تداولات الشهر على ارتفاع. وجاءت عمان في الصدارة كأفضل الأسواق أداءً خلال الشهر، مواصلة ارتفاعها للشهر الرابع على التوالي بمكاسب بلغت نسبتها 8.3 في المئة، تلتها البحرين ودبي بمكاسب بلغت 5.9 في المئة و3.8 في المئة، على التوالي.

وساهم الأداء الجيد لسوق مسقط في تعزيز أداء المؤشر ليحتل المركز الثاني كأفضل الأسواق أداءً على مستوى الأسواق الخليجية منذ بداية العام، بمكاسب بلغت نسبتها 22.6 في المئة، في حين حافظت بورصة الكويت على مركز الصدارة بنمو بلغت نسبته 22.7 في المئة. وعلى الصعيد القطاعي خلال أكتوبر 2025، مال الأداء إلى حد ما لمصلحة المؤشرات القطاعية الرابحة التي شملت قطاعات كبرى مثل البنوك والطاقة والاتصالات والعقارات، التي نجحت في تعويض خسائر القطاعات المتراجعة. وجاء قطاع المالية المتنوعة كأفضل القطاعات أداءً خلال الشهر بمكاسب بلغت نسبتها 6.6 في المئة، تبعه كل من مؤشري قطاع التجزئة وقطاع المرافق العامة بمكاسب قدرها 6.4 في المئة و4.8 في المئة، على التوالي. كما ارتفع مؤشر قطاع الطاقة بنسبة 3.8 في المئة، بينما حقق مؤشر قطاع البنوك مكاسب بنسبة 0.7 في المئة. في المقابل، مني مؤشر قطاع السلع طويلة الأجل بأعلى نسبة خسائر شهرية، وتصدر قائمة المؤشرات القطاعية المتراجعة بعد أن سجل انخفاضاً بمعدل ثنائي الرقم بلغت نسبته 10.7 في المئة، وهو الأكبر خلال الشهر، تلاه كل من مؤشري قطاع الفنادق والمطاعم والترفيه وقطاع الأغذية بتراجع بلغت نسبته 2.2 في المئة و1.2 في المئة، على التوالي. وسجلت أسواق الأسهم العالمية مكاسب جماعية خلال أكتوبر 2025، وتصدرت اليابان المشهد بارتفاع شهري ملحوظ بلغت نسبته 16.6 في المئة، بعدما لامس مؤشرها أعلى مستوياته على الإطلاق عقب فوز زعيمة مؤيدة لسياسات التحفيز النقدي بتصويت مجلس النواب لتصبح أول رئيسة وزراء في تاريخ البلاد. وواصل مؤشر «مورغان ستانلي» العالمي ارتفاعه للشهر السابع على التوالي مسجلاً مكاسب بنسبة 2.6 في المئة خلال الشهر، بدعم من الأداء القوي الذي شهدته الأسواق الناشئة والأسواق الآسيوية التي سجلت مكاسب بنسبة 4.1 في المئة و3.6 في المئة، على التوالي، في حين حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب مماثلة بنسبة 2.3 في المئة. وعلى صعيد أداء القطاعات، واصلت أسهم قطاع التكنولوجيا احتفاظها بمركز الصدارة، إذ ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 4.7 في المئة خلال الشهر. الكويت واصلت بورصة الكويت مسارها الإيجابي للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر 2025. لكن المكاسب المسجلة خلال هذا الشهر جاءت مختلفة عن الشهرين السابقين، إذ جاء النمو مدفوعاً بالمكاسب التي سجلتها أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة. وانعكس ذلك في ارتفاع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 5.5 في المئة، ومؤشر السوق الرئيسي 50 بنسبة 4.1 في المئة، فيما حقق مؤشر السوق الأول مكاسب أقل نسبياً قدرها 2.1 في المئة خلال الشهر. وأدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر السوق العام بنسبة 2.7 في المئة، متجاوزاً الحاجز النفسي المهم البالغ 9.000 نقطة، لينهي تداولات الشهر مغلقاً عند 9.031.9 نقطة بنهاية أكتوبر 2025. وعلى صعيد الأداء منذ بداية عام 2025 حتى تاريخه، نجحت بورصة الكويت في الحفاظ على مركزها الريادي كأفضل الأسواق الخليجية أداءً، بمكاسب بلغت نسبتها 22.7 في المئة للسوق العام، التي تعد الأعلى على مستوى المنطقة. ويعزى هذا الأداء بصفة رئيسية إلى الارتفاع القوي الذي سجله مؤشر السوق الرئيسي 50 بمكاسب بلغت نسبتها 30.1 في المئة، في حين سجل كل من مؤشر السوق الرئيسي ومؤشر السوق الأول مكاسب ثنائية الرقم بنسبة 25.7 في المئة و22.0 في المئة، على التوالي. ومال أداء القطاعات خلال الشهر بوضوح نحو الارتفاع، إذ حقق أحد عشر مؤشر قطاع مكاسب، في حين سجل قطاعان فقط تراجعاً. وجاء مؤشر قطاع الطاقة في الصدارة بمكاسب بلغت نسبتها 11.0 في المئة، مدفوعاً بصفة رئيسية بارتفاع سهم سنرجي القابضة بنسبة 22.4 في المئة، الذي شهد تقلبات سعرية ملحوظة خلال الشهر. وسجل سهم الشركة مستوى قياسياً جديداً بوصوله إلى 0.141 دينار للسهم، عقب إعلان شركتها التابعة، سنرجي للحلول النفطية، تمديد عقدها مع شركة نفط الكويت حتى 31 ديسمبر 2025، بقيمة إضافية بلغت 2.1 مليون دينار. كما حصلت الشركة على عقد منفصل بقيمة 6.1 ملايين دينار من شركة نفط الكويت لتنفيذ خدمات اختبار الآبار. واحتل مؤشر قطاع الخدمات المالية المركز الثاني بمكاسب بلغت نسبتها 10.8 في المئة، تبعه كل من قطاعي المرافق العامة والصناعة بمكاسب بلغت نسبتها 9.0 في المئة و7.6 في المئة، على التوالي. وساهم في دعم أداء مؤشر قطاع الخدمات المالية الارتفاع الهائل الذي سجله سهما شركة الديرة القابضة بنسبة 83.6 في المئة وأصول للاستثمار بنسبة 53.2 في المئة. أما مكاسب قطاع المرافق العامة، فجاءت مدفوعة بارتفاع مماثل في سهم شركة الشمال الزور الأولى للطاقة والمياه، السهم الوحيد المدرج ضمن المؤشر. وعلى صعيد القطاعات المتراجعة، سجل مؤشر قطاع الرعاية الصحية أكبر انخفاض خلال الشهر، متأثراً بهبوط سهم شركة التقدم التكنولوجي بنسبة 26.9 في المئة، في حين ارتفع سهم عيادة الميدان بنسبة 14.3 في المئة. وفي قطاع المواد الأساسية، فقد تراجعت كل الأسهم المكونة للمؤشر خلال الشهر دون استثناء. وشملت أبرز الشركات الرابحة خلال أكتوبر 2025 شركة أسيكو للصناعات، والديرة القابضة، وشركة أركان الكويت العقارية، محققة مكاسب بنسبة 101.7 في المئة و83.6 في المئة و79.0 في المئة، على التوالي. أما على صعيد الشركات الخاسرة، فقد تصدرت أسهم شركة مراكز التجارة العقارية قائمة الانخفاضات بتراجع قدره 37.3 في المئة خلال الشهر، تلتها شركة إيه تي سي وبيت الاستثمار الخليجي بانخفاضات بلغت 26.9 في المئة و11.7 في المئة، على التوالي. وظل نشاط التداول قوياً خلال أكتوبر 2025، حيث شهد حجم التداول الشهري للأسهم زيادة بنسبة 51.9 في المئة مقارنةً بالشهر السابق، ليصل إلى 16.2 مليار سهم. كما ارتفعت القيمة الشهرية للأسهم المتداولة بنسبة 43.5 في المئة لتصل إلى 3.3 مليارات دينار، وهو أعلى مستوى شهري مسجل حتى الآن.
جريدة الجريدة