«هواوي» حريصة على المساهمة في تحول الكويت... لمركز عالمي

كونا - أكد مؤسس شركة «هواوي» الصينية ورئيسها التنفيذي رين تشنغ فاي، حرص الشركة على التعاون مع الكويت في تنفيذ رؤيتها الطموحة «كويت جديدة 2035» لا سيما ما يتعلق بالمشاريع والمدن الذكية، وتطوير البنى التحتية، والخدمات العامة. جاء ذلك في لقاء صحافي جمع رين بعدد من ممثلي وسائل الإعلام الخليجية والعربية في إطار جولة نظمتها شركة «هواوي» العالمية لزيارة مقراتها ومصانعها ومختبراتها ومعارضها للتعرف على آلية عملها ومنتجاتها. وقال إن «هواوي» تشارك ضمن مجموعة شركات أخرى في تخطيط وتصميم مشروع المنطقة الاقتصادية الشمالية (مشروع تطوير الجزر) مشيراً إلى توقيع اتفاقية تعاون الهيئة العامة للاتصالات في مجال المدن الذكية خلال زيارة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للصين في يوليو 2018. وأضاف «نحرص على التعاون مع الكويت في رؤيتها لتحقيق تطلعاتها ومشاريعها الوطنية الطموحة في مجال المدن الذكية والارتقاء بكل مستويات البنى التحتية والخدمات العامة من خلال تقديم خلاصة تجارب (هواوي) وخبراتها وتقنياتها». وشدّد على اهتمام «هواوي» بالمساهمة في العمل على تحويل الكويت الى مركز عالمي ذي تجربة متميزة بتقنية الجيل الخامس (5 جي) حيث إنها (أي الكويت) تعد من أولى الدول في تطبيق هذه التقنية وتبنيها على مستوى العالم بشراكتها مع «هواوي» في هذا المجال. وذكر رين في هذا السياق أن الكويت تظل دائماً على رأس هرم أوليات «هواوي» في تقديم كل منتجاتها وتقنياتها وخبراتها إذ إن سوق الكويت مهم بالنسبة للشركة، واصفاً التعاون مع الكويت بأنه «تجربة فريدة» يجب الوقوف على مختلف أبعادها ومستوياتها ومراحلها. وأوضح أن «هواوي» تسعى إلى مشاركة خلاصة تطور السلسلة الصناعية للجيل الخامس (5 جي) الخاصة بها مع دول منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى وجود رغبة حثيثة من الكويت ودول أخرى في المنطقة لاستخدام هذه التقنية وتطويرها في دولهم في مختلف المجالات. وأكد حرص «هواوي» على المضي قدماً في بناء طريق الحرير الجديد باستخدام الجيل الخامس لتقنية الاتصالات والقطارات الفائقة السرعة وغيرهما من التكنولوجيا الحديثة كالحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي. وقال إن تقنية «5 جي» تعد جزءاً جوهرياً من البنية التحتية التي يحتاجها المجتمع لنهضته، محذراً في الوقت ذاته من أن عصر النفط سينتهي يوماً ما في المستقبل. ودعا إلى ضرورة التفكير في التحول من الاعتماد على الثروات النفطية الهائلة الحالية في منطقة الخليج إلى الثروات التقنية والرقمية من خلال استخدام تقنية «5 جي» والتقنيات الأخرى كالذكاء الصناعي. وأشاد في هذا السياق بالموقف الهادئ للسعودية اثر تعرض منشآتها النفطية أخيراً لعدد من الهجمات الإرهابية، مثمناً دورها الكبير في المحافظة على العرض المستمر للنفط في الأسواق العالمية لضمان استقرار أسعاره. وحول استعداد «هواوي» لمشاركة «5 جي» مع شركاء أوروبيين أو أميركيين، أوضح رين أن «الأوروبيين ليسوا بحاجة لهذه التقنية لانهم قد طوروا تقنيتهم الخاصة في هذا المجال، ولكن لدينا اتفاقيات تعاون معهم في مجالات أخرى كتبادل براءات الاختراع ونقوم بالتبادل والتعاون بشكل منفتح معهم». وأعرب عن اعتقاده بأن الأميركيين هم من يحتاجون تقنية «5 جي» ونرغب في تعزيز التعاون مع الشركات الأميركية وحل الخلافات عموماً في العالم، وخصوصاً تلك القائمة بين «هواوي» والولايات المتحدة. واعترف أن «هواوي» ليست متقدمة في كل مجالات التقنية والتكنولوجية، إذ لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الولايات المتحدة والشركة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، والسحابة الإلكترونية، والحوسبة الذكية. وعن أسباب فرض العقوبات الأميركية على «هواوي» قال رين «(هواوي) لم ترتكب أي مخالفة قانونية وأعتقد أن هذه العقوبات جاءت بدوافع سياسية، ولا اعتقد حالياً بأن الوضع قد يتحسن». وأوضح أن «هواوي» ستنمو وتتطور دون الاعتماد على الولايات المتحدة، وذلك بفضل كوادرها ومنتجاتها وتقنياتها، وخصوصاً استخدامها وتطويرها لتقنية الجيل الخامس. وبيّن أنه رغم تلك العقوبات، فإن الشركة حافظت على قدر كبير من النمو، ولم تتأثر بشكل كبير غير أن هناك محاور لتلك العقوبات تأثرت الشركة بها قليلاً، مشيراً إلى تركيز «هواوي» في المرحلة الحالية على تجديد بعض منتجاتها وخدماتها «وهذا قد يستغرق وقتاً وقد يؤثر على مبيعاتنا إلى حد ما». وفي شأن وجود اتهامات لـ«هواوي» تتعلق بتقنية «5 جي» لا سيما ما يتعلق بأمن المعلومات، نفى رين صحة ذلك قائلاً «لا يوجد أبواب خلفية لـ (هواوي) من خلال أجهزتها وتطبيقاتها»، مؤكداً أمن وسرية المعلومات في استخدام هذه التقنية ومنتجاتها الاخرى. وعما إذا كانت التقنيات الجديدة والتكنولوجيا ستساهم في حل مشكلة البطالة من عدمه، قال رين ان التحول نحو العصر الرقمي يجب أن يصاحبه وجود أيد عاملة متخصصة ذات مهارات عالية «فقد يجد بعض الناس صعوبات في مجال البحث عن وظائف تتماشى مع هذا العصر». وأضاف أنه رغم وجود هذه الصعوبات في التوظيف ستزداد الثروة في المجتمع بفضل التقنيات الرقمية الحديثة، حيث إن هذه الصناعة ستشهد نمواً كبيراً وسيدخلها المزيد من العاملين في المستقبل. وأوضح أن من بين المساهمات هي تعميم استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار طنين سنوياً إلى جانب تتمتع منتجات «هواوي» بدرجة كبيرة من صداقة البيئة وتخفيض استهلاك الطاقة والاعتماد على الطاقة البديلة. وعن بدء «هواوي» في تطوير تقنية الجيل السادس (6 جي) قال رين إن الشركة بدأت فعليا تطوير تقنيتي الجيل الخامس (5 جي) والجيل السادس (6 جي) معاً.

جريدة الراي